ليس مهما التناقضات والخلافات وابتعاد الاراء بعضها عن بعض وغياب التوافق في تسعين بالمائة من القضايا واستحالة الالتقاء على قضية مصيرية واحدة، المهم ان نتنياهو لن يكون رئيسا للحكومة بعد اسبوع ونصف من الان، هذا هو لسان حال الشركاء الاعداء في كيان الاحتلال والذين ابلغوا رئيس الكيان السابق ريفلن بانهم صاغوا ائتلافا حكوميا بديلا سيقود البلاد على- حد تعبيرهم -لاربع سنوات مقبلة وستصلح ما افسده نتنياهو لاسيما على مستوى العلاقات الداخلية بعد تفكك المجتمع وتحوله الى مجتمع ذو نسيج متآكل متهالك ،
يائير لبيد وهو يحادث ريفلن على الهاتف ويعدد له الاحزاب والقوائم التي وقعت على وثيقة الائتلاف كان غير قادر على تصديق نفسه وهذه هي الحقيقة ان التقاء التناقضات لا يمكن بأي حال ان يصدق ، يكفي ان تعرف بان رئيسة حزب العمل ميراف ميخائيلي تنظر الى شريكة نفتالي بينت ايليت شكيد بنظرة عداء اكثر من نظرتها للعرب ، يكفي ان تعرف بأن افيغدور ليبرمان الذي سيكون وزيرا للمالية في الحكومة المقبلة كان يعتبر ان اي حكومة مدعومة من العرب هي عار على كيانه ، وعليه فإن كل طرف من الاطراف التي ركبت قطار تغيير بنيامين نتنياهو يدرك ان هذه حكومة المضطر ليس اكثر وان عليه العمل لما بعد انفكاكها واجراء انتخابات خامسة خلال ثلاثة اعوام ، ولن اكون مغاليا بأن ثلاثة في هذه الحكومة عينهم على رئاسة الحكومة المقبلة ، اولهم يائير لبيد الذي سيحسب له انه استطاع الاطاحة باخر ملوك (اسرائيل ) بعد ان فشل في ذلك الجنرالات الكبار واعتى السياسيين ، والثاني نفتالي بينت الذي يعتبر نفسه وريث نتنياهو في قيادة اليمين الديني والقومي مستقبلا لانه الاكثر قبولا على اليمين الديني من اي من الشخصيات السياسية الكييرة ، اما الثالث فهو بيني جانتس الذي تعلم السياسة بالصدمة بعد ان تنافس وعمل مع نتنياهو لعامين استطاع خلالها ان يفهم كيف يستطيع بالكذب ان يجذب الجمهور الاسرائيلي اليه .
لكن بعد كل ما مر سابقا هل هذا يعني ان حكومة لبيد بينت اصبحت واقعا واننا سنرى الاخير يجلس على مقعد رئيس الحكومة خلال الايام المقبلة ، الحقيقة انه مالم يصوت الكنيست باغلبية للحكومة الجديدة فلا نستطيع ان نقول ان نتنياهو اصبح خارج اللعبة ، فالرجل مازال لديه اوراق -صحيح ليست بقوة اوراقه السابقة -لكنها قادرة ان تفشل التشكيل في اللحظات الاخيرة واول واهم هذه الاوراق قدرته على التاثير على بعض نواب يمينا و تيكفا هداش للتصويت ضد الحكومة المنتظرة او على الاقل حضور جلسة المصادقة والامتناع عن التصويت لان هذه الحكومة ستحتاج الى صوت واحد للمرور او صوت للسقوط المدوي ، قد يكون نتنياهو لم يعد يملك ثقة اي من السياسيين الاسرائيليين بسبب امتهانه الكذب على طول الخط لكن لا احد يستطيع ان يستشرف ما هي المفاجات التي قد تحدث خلال الايام العشرة المقبلة .
LINK: https://www.ansarpress.com/english/22746
TAGS: